2011-09-29

مزاحه صلى الله عليه وسلم مع زاهر

مزاحه صلى الله عليه وسلم مع زاهر

كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام ..

وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية شيئاً من إقط أو سمن ..

فيُجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه .. وكان يقول : ( إن زاهراً باديتنا .. ونحن حاضروه ).. وكان زاهراً دميماً ..

خرج زاهر رضي الله عنه يوماً من باديته .. فأتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم يجده ..

وكان معه متاع فذهب به إلى السوق .. فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه ..

فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..

فاحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه ، وزاهر لا يُبصره .. ولا يدري من أمسكه ..

ففزع زاهر وقال : أرسلني .. من هذا ؟ ..

فسكت النبي عليه الصلاة والسلام ..

فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..

وجعل يلتفت وراءه .. فرأى النبي صلى الله عليه وسلم .. فاطمأنت نفسه .. وسكن فزعه ..

وصار يُلصٍق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم .. حين عرفه ..

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً .. ويصيح بالناس يقول :من يشتري العبد ؟ .. من يشتري العبد ؟ ..

فنظر زاهر في حاله .. فإذا هو فقير كسير .. لا مال .. ولا جمال ..

فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله ..

فقال صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد .. أنت عند الله غال ..

فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلم وهو يملكهم بهذه الأخلاق ..

هناك تعليق واحد: